طح مزّالها




 سمعتي فلانة شن صار فيها؟

خير إن شاءالله، كنها؟
زوجها توفّى مسكينة يا ناري صغيرة و عندها بيبي.
لا حول و لا قوة إلا بالله ترملت و حياتها انتهت و هي مازالت كيف الوردة.

امممممم اوكي هي وفاة شريك حياتها تعتبر كسرة للظهر لكن حياتها انتهت ليش؟ 

لا مفرّ من عزرائيل. الموت سنّة الحياة، و ربي مكتّب لكل واحد فينا عمر معيّن. 
بس لما نشوفوا الشريعة الاسلامية فيما يتخصص في وفاة الزوج:
الأرملة مفروض تقعد مرابطة – يعني ما تطلعش من الحوش – اربع شهور بعد رحيل زوجها. 

مش حنطوّل عليكم لأنّي بأمانة لا أفقه في الشرع و صحّحوني لو غلطت في معلومة لكن خلّوني نحكيلكم قصة واقعية:

بنت ليبية من بنغازي بالتحديد عمرها 29، تزوّجت في سنة 2011 من شاب اكبر منها بسنتين و كان وقتها زيما يقولوا “عريس لؤطة” و البنت طلعن عليها اشاعات انها دايرتله سحر و ما فيش داعي نكمل الباقي لأننا كلنا للأسف عارفين مرض الطبقة العظمى من مجتمعنا فما علينا.
 المهم تزوجوا و عدت الدنيا في حالها و حكم القضاء و القدر ان الشاب اغتيل في 2013 و البنت كانت حامل وقتها. طبعا عدا العزاء و البنت جابت بنّوتة و الحياة استمرّت.
من شهر تقريبا تقدّملها راجل يبي يخطبها و أول ما سمعوها هل راجلها الراحل ولعوا و قالولها لو تتزوجي بعد ولدنا ناخذوا منك بنتنا و القرايب و البرانية كلهم قعدوا ياكلوا في كبدها مسكينة.
هي ربي معاها و انا متأكدة انها تراجعت في قرارها بعدما انقلبت الدنيا على راسها.

لكن نحنا عندنا لما الراجل تتوفى زوجته احتمال تلقاه من ثاني يوم العزاء يدور في زوجة ثانية – ما حدش يقوللي لا مافيش حد هكي، في واحد هلي يعرفوه شخصيا ثاني يوم عزاء مراته وصّى امه اتدورله عروس – و الله يا ناس في وحدين زوجاتهم ما سكرن الاربعين تلقاهم غير يفكروا في الوليّة الجديدة و ما حد يقدر يقول له كلمة لأنه “راجل” و “من حقه يجيب وليّة تقيمه”.
و باهي البنت اللي عمرها 29 سنة و مزالت في عز شبابها شن ذنبها ان الحياة كانت قاسية عليها و خذت زوجها و سيبتلها بيبي تبي اعانة و تربية و اهتمام؟ 
معايير مزدوجة. هذي هي علّتنا. لو نحنا نتعلموا و نفتحوا دماغاتنا شويّة و نسيبوا الناس في حالها ممكن ليبيا حتتقدم وقتها.
 و على فكرة، نحنا الليبيات ديما نشكوا ان حقوقنا مسلوبة و الناس ما يصدقوا يحكوا علينا لكن نحنا – الاغلبية على الاقل – اللي جايباتها لأرواحنا بالقرمة و القصقصة و الكلام الزايد.
خلّونا صريحين اغلبنا للأسف ما يعرفنش يمشّن وقت فراغهن الا بالقرمة، لذلك مفروض نتعلموا نلهوا في حالنا و نديرولنا هواية مفيدة و خير من جبد حال عبيد الله. 

خلّيك في حالك تربح. خلّيك اوبن-مايندد تفلح.

و انتوا شنو رايكم في الموضوع؟

Artwork By : Pierre Schmidt

Leave a comment